في ظل التحولات المجتمعية المتسارعة والتحديات المتزايدة على
جميع المستويات، يصبح من الضروري متابعة إصلاح منظومة التربية والتكوين. يهدف ذلك
إلى صياغة استراتيجية وطنية للتجديد التربوي تقدم حلاً مبتكرًا للمشاكل الحقيقية
التي تواجه المدرسة المغربية، مع مراعاة المبادئ والأسس والمكتسبات. يتبنى هذا
النهج مقاربة تشاركية في تحديد ملامح مدرسة المستقبل، التي تجمع بين العناصر
المحلية والعالمية، وتتسم بالتوافق مع تطلعات البلاد السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والثقافية.
في هذا السياق، يأتي مشروع المؤسسة كوسيلة لتحقيق التجديد التربوي ضمن إطار التوجهات الكبرى لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. تهدف هذه التوجهات إلى تبني اللامركزية واللاتمركز كخيار استراتيجي، حيث تجعل المؤسسة التعليمية نقطة ارتكاز المنظومة، وتكون المسؤولة عن تنفيذ البرامج والأنشطة والمشاريع التربوية داخل كل مؤسسة تعليمية، بهدف تحسين جودة التعلم وتنمية كفايات المتعلمين والمتعلمات.
مبادرات لإصلاح المدرسة من خلال مشروع المؤسسة
عرف مشروع المؤسسة تطوراً في مجمله من خلال منهجيات متعددة
ومتنوعة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. مبادرات ناجحة على مستوى بعض الأكاديميات
(1998-2007)
-
مرحلة اعتماد المشروع لترقية مستوى التعليم.
-
مذكرات ومشاريع في إطار التعاون الدولي.
-
مشروع البرامج الجهوية وأنشطة البرامج المحلية (مديرية المناهج).
-
مبادرة تطوعية بدون دعم مالي متسقة مع المسؤوليات والواجبات.
2. توحيد الرؤية بخصوص تقويم الاستراتيجية
الوطنية (2008-2012)
-
مرحلة الإثراء والتطوير.
-
البرنامج الاستعجالي (منهجية المنظور المحلي).
-
الاستراتيجية الوطنية لمشروع المؤسسة بناءً على المرجعية الوطنية للجودة.
-
العمليات المتكررة المتعلقة بأداة التخطيط الاستراتيجي (DCA).
-
مرحلة تعميم منهجية العمل بمشروع المؤسسة، ومشروع دعم تدبير المؤسسات التعليمية
"PAGESM". في هذه المرحلة، تم إنشاء سلك
الإدارة التربوية لرفع القدرات التدبيرية لمدراء المؤسسات التعليمية وتأهيلهم
لقيادة المشروع بمقاربة تشاركية وتدبير أساليب التغيير والتواصل الفعال.
وفي جوهره، يُعَدُّ مشروع المؤسسة تحولًا منهجيًا وآلية عملية لتفعيل الحياة المدرسية وتنظيم أنشطتها. إنه خطة تربوية تُعَدُّ بمشاركة المجتمع المدرسي، وتعتمد مقاربة التعاقد والتشارك ومبدأ التدبير بالنتائج. يسعى المشروع من خلال منظور محلي شمولي إلى تحسين جودة المدرسة والعملية التعليمية.
مشروع المؤسسة يُعتبر إطارًا ومقاربةً وآليةً، يأخذ في اعتباره خصوصيات واحتياجات المؤسسة وأفرادها، ويتكون من سلسلة من العمليات المتناسقة والمتكاملة تحوم حول هدف أو أهداف معينة، بهدف تحسين فعالية المؤسسة وجودة خدماتها ونجاعتها.
وتعتبر المراجع القانونية والاستراتيجية، مثل القانون الإطار
رقم 17-51 والرؤية الاستراتيجية 2015-2030، أحد المرجعيات المؤطرة لمشروع المؤسسة.
تقوم هذه المرجعيات بتحديد السياق والإطار الذي يندرج ضمنه المشروع.
يتألف مشروع المؤسسة مع عدة مراحل، وله أهداف وغايات محددة. ويروم
تفعيل دور المؤسسة كجزء أساسي في المنظومة التربوية، ونشر روح المسؤولية بين جميع
الفاعلين وضمان مساهمتهم في تحقيق الأهداف المحددة. كما يهدف إلى تحسين مستوى
التحصيل للطلاب وتطوير الحياة المدرسية وتحسين مناخ التعلم داخل المؤسسة.
تكامل مشروع المؤسسة والقانون الإطار في تطوير التربية
يتواجد العديد من نقاط التلاقي بين مشروع المؤسسة والقانون الإطار، والتي تبرز بوضوح في حافظة المشاريع المندمجة. يتميز هذا التلاقي بطابع إصلاحي فعّال ينعكس في:
منهجية التخطيط المحورية:
تتمثل في تحديد الاحتياجات ذات الأولوية للمؤسسة التعليمية بشكل
دقيق، مع التركيز على تطوير القدرات القيادية التدريجيّة وتبني المسؤولية المشتركة
في إطار التعاقد مع جميع الفاعلين الداخليين والخارجيين في المشروع.
- تأهيل المؤسسات التعليمية:
يتضمن تطوير أداء المؤسسات التعليمية وتعزيز جودة التعلمات، وذلك
من خلال التركيز على البعد التربوي وأنشطة الحياة المدرسية.
البعد
التربوي (مشروع المؤسسة وأنشطة الحياة المدرسية:
1. تعزيز ثقافة
المبادرة وتنمية المهارات الحياتية لدى المتعلمين.
2. تحفيز التعبئة القصوى للأطر التربوية والإدارية والشركاء لتحسين التعلمات.
3. تحسين جودة التعلمات المدرسية وتطبيقها في مجالات مختلفة من الحياة.
- البعد التدبيري:
يركز على إرساء قواعد الحكامة التربوية والتدبير عن كثب، وتطبيق
المقاربة التشاركية والتدبير بالنتائج على مستوى المؤسسة التعليمية.
- البعد المنهجي:
1. اكتساب كفايات منهجية لتشخيص وتنظيم العمل وتخطيط العمليات المقرونة
بمؤشرات قياس التقدم.
2. اعتماد مقاربة تصاعدية في تخطيط المشروع استنادًا إلى حاجات وأولويات
المؤسسة ومتناغمة مع إصلاحات منظومة التربية والتكوين.
في سياق القانون الإطار 51.17، يُعتبر مشروع المؤسسة إطارًا
منهجيًّا يوجه جهود جميع الفاعلين التربويين والشركاء. كما يعتبر أساسيًّا لتنمية
وتدبير المؤسسات التعليمية، مع مراعاة خصوصياتها وانفتاحها على محيطها.
في المادة 40 من الباب الثاني، يُشدد القانون على ضرورة إرساء
استقلالية مؤسسات التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي باعتماد مشروع المؤسسة
كأساس لتنميتها المستمرة وتدبيرها الناجع.
مشروع المؤسسة المندمج:
تمثل هذه المرحلة الأخيرة في انتقال من مشروع المؤسسة إلى مشروع المؤسسة المندمج. يهدف المشروع المندمج إلى تحسين جودة التعليم وضمان العدالة في الوصول إليه، ويعكس نتيجة لجهود جماعية. يركز على التفاعل الشمولي ودعم استخدام البيداغوجيا المتمركزة حول المتعلم. يسعى المشروع المندمج لدعم جميع المتعلمين بغض النظر عن الجنس أو الفئة الاجتماعية أو الاحتياجات الخاصة، ويهدف إلى تعزيز جودة التعليم وأداء المؤسسات التعليمية.
مشروع المؤسسة المندمج: خارطة طريق نحو تحسين جودة التعليم
لماذا هو مشروع مندمج؟
- يُعد مشروع المؤسسة المندمج خطة شاملة تهدف
إلى تطوير الأداء وتحسين جودة المؤسسة، حيث يدمج جميع المجالات المرتبطة بها في
خطوة واحدة. يعتمد المشروع على التدبير التشاركي الفعّال، يشمل جميع المتدخلين،
ويتميز بمقاربة النوع والإدماج الاجتماعي.
- يتناول المشروع جميع الأبعاد المختلفة،
بدءًا من التدبير الشراكي والتعبئة المجتمعية وصولاً إلى البيداغوجيات النشطة
والتكنولوجيا، والتواصل الفعّال، وأنشطة الحياة المدرسية، والبنية التحتية والتجهيز.
يركز المشروع على تحقيق جودة التعلمات وتكاملها مع متطلبات الحياة وتعزيز مفهوم
المواطنة والنجاح المدرسي.
دعامات مشروع المؤسسة المندمج:
المشروع يعتمد على أربع دعامات أساسية:
1. الارتقاء بالتعلمات وإدماج تكنولوجيا
المعلومات والاتصالات:
يهدف إلى تحسين جودة التعلمات ودمج التكنولوجيا لتعزيز التحفيز والفاعلية
في العمليات التعليمية.
2. الارتقاء بأنشطة تدبير الحياة المدرسية
ومبادئ النوع والإدماج الاجتماعي:
يركز على تحسين إدارة الحياة المدرسية وتعزيز المبادئ الاجتماعية ومفهوم
النوع في جميع الأنشطة.
3. التدبير والمقاربة التشاركية:
يعتمد على تدبير تشاركي يشمل جميع الفاعلين ويتيح لهم المساهمة في عمليات
التحسين المستمر.
4. البنية التحتية والتجهيزات:
يهتم بتحسين البنية
التحتية والتجهيزات لضمان بيئة تعليمية ملائمة وفعّالة.
مبادئ مشروع المؤسسة المندمج:
يُعتبر مشروع المؤسسة المندمج منصة لتحقيق مجموعة من المبادئ
التوجيهية:
1. مبادئ التدبير:
-
تعزيز الحكامة الجيدة.
-
تحقيق استقلالية تدبير المؤسسة التعليمية.
-
تحسين جودة خدمات المؤسسة.
-
تبني المقاربة التشاركية وتقاسم الممارسات المهنية.
-
تطبيق مبادئ النوع والإدماج الاجتماعي.
2. مبادئ التعليم والتعلم:
-
تحسين جودة التعلمات.
-
تعزيز التربية على المواطنة والسلوك المدني.
-
وضع المتعلم في صميم العملية التعليمية.
-
ملاءمة التعلمات لمتطلبات الحياة العملية.
-
تشجيع التفتح والتميز.
إشارات للمستقبل:
يتجسد مستقبل مشروع المؤسسة المندمج في تحقيق المرجعيات التشريعية
والتنظيمية والتربوية. ويعتبر المشروع وسيلة لتحقيق حقوق التعليم من خلال:
- التوافر:
-
توفير التعليم مجانًا وممولًا من قبل الحكومة.
-
ضمان وجود عدد كافٍ من المعلمين والمعلمات ذوي القدرة على دعم عملية التعليم.
-
توفير بنية تحتية كافية ومناسبة.
- المقبولية:
-
جعل المحتوى التعليمي ذو صلة بحياة الناس ومتوافق مع توقعاتهم.
-
إنشاء محتوى تعليمي غير تمييزي وملائم ثقافياً.
- الإتاحة:
-
إيجاد نظام غير تمييزي للالتحاق بالمدرسة.
-
دعم الفئات الأكثر تهميشًا (جنس، إعاقة، وضع اقتصادي، لغوي، إلخ).
- التكيف:
-
توفير تعليم قابل للتكييف وقادر على التكيف مع تغيرات المجتمع.
- المساهمة
في القضاء على التمييز واللا مساواة.
1. تحليل واقع المؤسسة: يشمل المشروع تحليلًا
منهجيًا لفهم واقع المؤسسة، ويسعى لتحفيز الإبداع ووضع خطط وتنفيذها.
2. تطوير الأداء: يشجع المشروع على بدل جهود
مستمرة لتطوير الأداء وتحسين مؤشراته من خلال الابتكار وتنفيذ الخطط.
3. ثقافة التقييم والتقويم: يهدف المشروع إلى
تعزيز ثقافة التقييم والتقويم باستخدام معايير ومؤشرات التحقق.
منهجية العمل بمشروع المؤسسة المندمج:
- يُعتبر المشروع اختيارًا استراتيجيًا
للمنظومة التربوية على المستوى الوطني، والجهوي، والإقليمي، مستندًا إلى مجالات
رؤية 2030-2015 ومشاريع الإصلاح الراهنة.
- يتضمن تفعيل مشروع المؤسسة المندمج فترة
مستمرة تستند إلى خبرات الوزارة والتجارب السابقة.
- يتسم المشروع بالإلزامية، التعاقد، وتحديد
موحد للعمليات بما يحقق جودة التعلمات لجميع المتعلمات.
مراحل العمل بمشروع المؤسسة المندمج:
- يشمل مشروع المؤسسة المندمج برنامج عمل
لمدة 3 سنوات يغطي مختلف العمليات ويركز على جودة الحياة المدرسية.
تفعيل الفاعلين للمشاركة في مشروع المؤسسة المندمج:
- يشمل تفعيل المشروع مشاركة مجتمعية فعّالة
وتعزيز الدعم المالي لمشاريع المؤسسة.
- يهدف المشروع إلى التواصل مع جميع الفاعلين
الداخليين والخارجيين من خلال حملات تواصلية.
- يرتبط مستقبل المشروع بالتزام الفاعلين
بمنظور ورؤية مشتركة، وخطة عمل لتجاوز التحديات، وتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ
المشروع.
- يسعى المشروع لتجاوز التحديات التي أعاقت
تنفيذ المشروع في الماضي، مع التركيز على التفعيل الفعّال والتنسيق المحلي
والجهوي.
ونظرًا لأهمية مشاركة جميع الفاعلين بشكل كامل في عملية ترسيخ الجودة الشاملة في النظام التعليمي، من خلال الاستمرار في استحضار المبادئ والتوجيهات التي نصت عليها جميع المرجعيات المؤطرة لنظام التربية والتكوين، من الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى القانون الإطار 17-51 ومشاريع الإصلاح الراهنة. أصبح من الضروري علينا جميعًا الالتزام بترسيخ ثقافة الجودة، سواء من حيث التصور أو الممارسة، لدى جميع المتدخلين في مجال التربية والتكوين، من خلال الالتزام بمعايير محددة تضمن تطويرًا نوعيًا للمدرسة المغربية. إنها تعتبر بيئة حيوية تعكس قيم المجتمع المغربي وتفتح أبوابها للقيم الإنسانية النبيلة، وفقًا لتوجيهات المرجعيات المؤطرة لنظام التربية والتكوين.
ويصبح هذا التحول ممكنًا عبر تبني ثقافة المشروع "مشروع
المؤسسة المندمج" بشكل خاص، وذلك وفقًا لخطواته المنهجية التي تتمحور حول:
- الانطلاقة.
- جمع وتحليل المعطيات/ التشخيص التشاركي.
- الرؤية المشتركة/ تحديد الأولويات.
- تحديد العمليات وضبط مؤشرات التتبع.
- الأجرأة والتتبع والضبط.
- الانتقال.
ويتعين على جميع الفاعلين:
- الفهم الكامل لمفهوم مشروع المؤسسة المندمج
وخصائصه وأهدافه الرئيسية، مع التركيز على زيادة معدلات التمدرس والاحتفاظ
بالمتعلمين، وتحسين جودة التعليم، وفتح المؤسسة للمجتمع التربوي وتأسيس شراكات
فعّالة.
- العمل ضمن فريق يشجع على المبادرة ويمنح
المدرسين هامشًا لتولي المسؤوليات الممنوحة من مشروع المؤسسة.
- اكتساب المهارات العملية في التنشيط
وأساليب التكوين المناسبة لتوجيه فرق مشاريع المؤسسات.
- التزام كل فاعل بمفاهيم ومبادئ دمقرطة
الحياة المدرسية، وتجسيد القيم النبيلة، وتمكين المتعلمين لمواجهة تحديات الحياة
وتطوير الفهم والتحليل والنقاش الحر.
- تطوير القدرات التدبيرية للأطر الإدارية
والتربوية عبر مراحل مشروع المؤسسة المندمج، وتشجيعهم على قيادة التغيير الميداني.
ولتحقيق هذا كله، يتعين القيام بما يلي:
- الفهم الشامل لجميع مجالات الأنشطة
المدرسية والقدرة على تنفيذها في المؤسسة التربوية وفهم السياق الاقتصادي
والاجتماعي المحيط والتفاعل مع جميع الشركاء.
- بناء علاقات مهنية واجتماعية مع جميع
الفاعلين في المجتمع المدرسي، بما في ذلك الإدارة التربوية وهيئة التأطير
والمراقبة والتدريس والمتعلمين وأولياء الأمور والجماعات المحلية والشركاء
الاقتصاديين والاجتماعيين والجمعيات المدنية.
- الالتزام بمبادئ ديمقراطية الحياة المدرسية
وتحقيق القيم النبيلة
وتمكين المتعلمين لمواجهة تحديات الحياة وتطوير
الفهم والتحليل والنقاش الحر واحترام وجهات النظر الأخرى.
- اكتساب مجموعة من المقاربات التربوية التي
تشجع المدبر على المشاركة في تفعيل وتنشيط مجالات الحياة المدرسية."
نظرًا لأهمية مشاركة جميع الفاعلين بشكل كامل في عملية ترسيخ الجودة الشاملة في النظام التعليمي، عبر الاستمرار في استحضار المبادئ والتوجيهات المنصوص عليها في المرجعيات المؤطرة لنظام التربية والتكوين، من الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى القانون الإطار 17-51 ومشاريع الإصلاح الحالية. أصبح من الضروري على الجميع الالتزام بترسيخ ثقافة الجودة، سواء من حيث التصوّر أو التنفيذ، لدى جميع المتدخلين في مجال التربية والتكوين، من خلال الالتزام بمعايير محددة تضمن تطويرًا نوعيًا للمدرسة المغربية. إنها بيئة حية تعكس قيم المجتمع المغربي وتفتح أبوابها للقيم الإنسانية النبيلة، وفقًا لتوجيهات المرجعيات المؤطرة لنظام التربية والتكوين.
ولتحقيق هذا التحول، يتبنى المشروع "مشروع المؤسسة
المندمج" بشكل خاص، ويتمحور حول خطوات منهجية تتضمن:
- الانطلاق.
- جمع وتحليل المعطيات والتشخيص التشاركي.
- التحديد المشترك للأولويات.
- تحديد العمليات وضبط مؤشرات التتبع.
- العمل والتتبع والتحكم.
- الانتقال.
ويجب على جميع الفاعلين:
- فهم مفهوم مشروع المؤسسة المندمج وخصائصه
وأهدافه، مع التركيز على زيادة نسب التمدرس والاحتفاظ بالمتعلمين، وتحسين جودة
التعليم، وفتح المؤسسة للمجتمع التربوي وتأسيس شراكات فعّالة.
- العمل كفريق يشجع على المبادرة ويمنح
المدرسين فرصة لتولي المسؤوليات الممنوحة من مشروع المؤسسة.
- اكتساب المهارات العملية في التنشيط
وأساليب التكوين المناسبة لتوجيه فرق مشاريع المؤسسات.
- التزام كل فاعل بمفاهيم ومبادئ ديمقراطية
الحياة المدرسية، وتجسيد القيم النبيلة، وتمكين المتعلمين لمواجهة تحديات الحياة
وتطوير الفهم والتحليل والنقاش الحر.
- تطوير القدرات التدبيرية للأطر الإدارية
والتربوية عبر مراحل مشروع المؤسسة المندمج، وتشجيعهم على قيادة التغيير الميداني.
ولتحقيق هذه الكفايات، يتعين تحقيق الأهداف التالية:
- فهم شامل لجميع مجالات الأنشطة المدرسية
والقدرة على تنفيذها في المؤسسة التربوية وفهم السياق الاقتصادي والاجتماعي المحيط
والتفاعل مع جميع الشركاء.
- بناء علاقات مهنية واجتماعية مع جميع
الفاعلين في المجتمع المدرسي، بما في ذلك الإدارة التربوية وهيئة التأطير
والمراقبة والتدريس والمتعلمين وأولياء الأمور والجماعات المحلية والشركاء
الاقتصاديين والاجتماعيين والجمعيات المدنية.
- الالتزام بمبادئ ديمقراطية الحياة المدرسية
وتحقيق القيم النبيلة وتمكين المتعلمين لمواجهة تحديات الحياة وتطوير الفهم
والتحليل والنقاش الحر واحترام وجهات النظر الأخرى.
- اكتساب مجموعة من المقاربات التربوية التي
تشجع المدبر على المشاركة في تفعيل وتنشيط مجالات الحياة المدرسية.
لتحقيق هذه الأهداف، يتعين تعزيز مستوى التكوين وتأهيل الفاعلين والممارسين والمتدخلين في مجال "تدبير الحياة المدرسية وأنشطتها وآلياتها"، بما في ذلك "مشروع المؤسسة المندمج". يهدف ذلك إلى تحسين الأداء وتطوير الكفايات وتوحيدها، وتعزيز الفهم لهدف هذا المشروع المندمج، ورفع جودة التكوين وتحسين الأداء المهني للمشاركين، مؤكدين على أهمية تأهيل الموارد البشرية كعنصر أساسي لضمان نجاح مشروع المؤسسة المندمج.
وفي سياق هذا المشروع، يتم التركيز على عدة نقاط، منها:
- تفعيل أداء مجالس المؤسسة والمجالس
التلاميذية، وتحسين وضعيتها القانونية، وتعزيز أداء الإدارة التربوية وتطوير
مهامها واختصاصاتها، بما في ذلك الإشراف على تنفيذ مشروع المؤسسة المندمج وتفعيل
أدوار جميع المتدخلين في مجال اختصاص كل فريق.
- التركيز على مشاركة الطلاب بشكل فعّال في
إحداث الأندية، وتخطيط أنشطتها وتأطيرها لتحقيق فعالية ونجاح.
- اعتماد منظور شمولي استراتيجي ومتكامل في
إحداث الأندية التربوية، مع التنويع في أنشطتها وتوفير الشروط الضرورية لضمان
نجاحها.
- متابعة ومصاحبة أنشطة الأندية التربوية
ومراكز الاستماع، مع تطوير أساليب الإشراف والتأطير والتوجيه.
- ضمان انخراط فعّال لجمعيات أمهات وآباء
وأولياء التلاميذ في التخطيط والتنشيط والمتابعة والمصاحبة والتقويم والدعم لأنشطة
الأندية التربوية.
- الانفتاح على المحيط وبناء شراكات فعّالة
قابلة للتنفيذ.
- تقييم دوري لسير إنجاز الأنشطة وتحقيق
الأهداف المرجوة.
- إجراء ورش تقاسم للخبرات بين أندية المؤسسة
وبين أندية المؤسسات المتقاربة بحضور جميع المتدخلين.
- إعادة النظر في تدبير الزمن المدرسي لتضمين
أنشطة الحياة المدرسية، وتبسيط المساطر القانونية لتسهيل شراكات المؤسسات
التعليمية مع الجهات الخارجية.
- تطوير الحكامة وتعزيز المساءلة والتقييم
المستمر والتتبع.
- تحسين نظام التكوين المستمر للأطر الإدارية
والتربوية والمديرين على وجه الخصوص.
- إجراء تقييم خارجي من قبل المجلس الأعلى
للتربية والتكوين والبحث العلمي.
- الاستثمار الأمثل للموارد البشرية ورفع
المردودية الداخلية للمؤسسة.
ويُعتبر مشروع المؤسسة المندمج خارطة طريق لتحقيق الإصلاح المطلوب والخروج من تصنيفات العالمية. ولذلك، يتعين إعادة النظر في تدبير الزمن المدرسي وتسهيل الإجراءات لدمج أنشطة الحياة المدرسية في الجداول الزمنية، مع إعادة التقييم والتقويم الدوري لتلك الأنشطة.
في الختام، يجب التأكيد على أهمية تطوير البنية التحتية للمؤسسات التعليمية وتعزيز الشراكة مع الجهات المحلية والمجتمع المدني والقطاعين الاقتصادي والاجتماعي.
التسجيل عن طريق الايميل
تابع جديد المدونة عبر الايميل
ليس هناك تعليق